كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك .
ومن باب تغيير الاجواء التى نعيشها فى ظل كورونا ، نرص لكم يومياً وعلى مدار أيام العيد ، عدة قصص مختلفه تخص اهل الفن او الرياضة أو السياسه .
ثالث هذه القصص ستكون مع الفنان الراحل انور وجدى .
أنور يحيى الفتال هذا هو اسمه أنور وجدى الحقيقي ، ولد في القاهرة في 11أكتوبر 1904 لأب سوري كان تاجر قماش كسدت تجارته وأفلس فهاجر إلى القاهرة .
عاش أنور وجدى يعاني الفقر والحاجة ،وبسبب هذه الحاجة لم يكمل أنور تعليمه بمدرسة الفرير.
حاول أن يعمل في أعمال مختلفة لمساعدة الاسرة، الا أن حبه للتمثيل ومحاولته الهروب إلى إيطاليا في محاولة فاشلة للهجرة غير الشرعية،أدت إلى أن يطرده والده .
واضطر أن يشارك صديقه عبد السلام النابلسي سكن حجرة بسطح إحدى عمارات القاهرة .
اختار لقب وجدي لكى يقترب من قاسم وجدي الريجيسير المسئول عن تشغيل الممثلين الكومبارس ، فى هذا الوقت .
لأنور وجدي بصمة في السينما العربية لا تمحى، فمن منا يستطيع أن ينسى الثنائيه الجميله مع الطفلة المعجزة "فيروز" في سلسلة من الأفلام "دهب" و"ياسمين" .
لم يكن أنور وجدي مجرد ممثل فقط يؤدي دورا رسمه له مؤلف أو سينارست ويحركه مخرج ، ولكنه كان فى أحيان كثيره المؤلف والسيناريست وكاتب الحوار والمنتج والمخرج ، فضلا عن كونه البطل الاول ونجم الشباك أيضا .
تزوج أنور وجدي من الممثلة إلهام حسين ،ثم أحب ليلى فوزي ، وهو ما زال يخطو خطواته الأولى في الأدوار الصغيرة، مما جعل والدها يرفض زواجه منها، ويزوجها لعزيز عثمان رغم أنه يكبرها بثلاثين عاما.
وسرعان ما تعرف أنور وجدي على ليلى مراد من خلال الأفلام التي تشاركا فيها فتزوجها واستمر الزواج 7سنوات، ثم كان الطلاق الذي فرق بينهما، في الوقت الذي فرق بين ليلى فوزي وعزيز عثمان، فلم يجدا الثنائى مايقف دون أن يحققا أمنيتهما التي حرمتهما الحياة منها.
لكنها الحياة فبعد هذا النعيم الذى كان يعيش فيه ، أصيب بمرض سرطان الكلى والمعدة والذى حرمة من متع الحياة قهرا، فلم يكن يأكل شيئا مما اشتهاه صغيرا، واصبح مضطرا الى أن يأكل ما يسد جوعه فقط من الفول والطعمية والوجبات الخفيفة الرخيصة صغيرا وكبيرا، فقيرا وغنيا، صحيحا وعليلا.
موقف معروف لدى الجميع حين كان يصور مشهدا فى أحد الافلام وتناول وجبة فراخ فى تصوير العمل ، وقف بعدها وسط البلاتوه أمام زملائه ورفع يديه إلى السماء ودعا الله بصوت مرتفع وهو يقول: يا رب إن المال طيب ويجعل الإنسان يذوق كل شيء طيب، أطلب منك يا رب أن تعطيني مليون جنيه وتعطيني السرطان مع المليون جنيه .
فانتفض زملاؤه في الاستوديو وقالوا له: هل أنت أحمق، كيف تدعو على نفسك وتطلب من الله أن يحرمك من صحتك؟” فقال لهم: وماذا سأستفيد من صحة وقوة بدون مال .
رحم الله انور وجدى .